مقال :: منافذ دائمة للأسر المنتجة

من طرف **منار** الأربعاء أبريل 09, 2014 5:40 pm

سعيد السريحي
تشجيع ورعاية مشاريع الأسر المنتجة برنامج حضاري اجتماعي ثقافي اقتصادي هام، لا يوفر دخلا لمن هم في حاجة لمثل هذا الدخل الذي يظفرون به من خلال بيع منتجاتهم فحسب، بل يمكن ــ في الوقت نفسه ــ من اكتشاف قدرات وطاقات وإمكانات إبداعية في الإنتاج قادرة على أن تدعم السوق المحلية بمنتجات متميزة لا تتوفر فيما يستورده المستوردون ويصنعه المصنعون المحليون، وغالبا ما تكون تلك المنتجات منتمية للبيئة التي انتجتها، فهي عبارة عن محصلة لتراكم الخبرات المتوارثة، والتي أوشكت أن يطويها النسيان بعد حقب طويلة من الاعتماد المطلق على ما هو جاهز، سواء كان مصنعا محليا أو مستوردا خارجيا.
غير أن تشجيع الأسر المنتجة لا يكفي فيه إقامة أسواق موسمية تستمر بضعة أيام في هذا المعرض أو ذلك الفندق، إذ لا بد من العمل على توفير مواقع ومنافذ بيع دائمة، سواء كانت مجانية أو بأسعار رمزية يتم فيها عرض منتجات الأسر المنتجة، وهو ما يوفر لهذه الأسر فرص بيع دائمة ومصدر دخل جيد لا يرتبط ببضعة أيام وينتهي بآخر صورة يلتقطها الإعلام لتلك المنتجات وتلك الأسر المنتجة، كما أن توفير تلك الأماكن أو منافذ البيع سوف يمنح أسواق كل مدينة أو منطقة خصوصية تجتذب القادمين إليها والزائرين لها، سواء كانوا مواطنين أو وافدين.
وقد قدمت مدينة أبها خير نموذج لبرنامج دعم الأسر المنتجة، وذلك بتخصيص «أكشاك» لها في أجمل المناطق السياحية فيها، وهي منطقة السودة.
تشجيع الأسر المنتجة خطوة متقدمة للانتقال من المجتمع الاستهلاكي إلى مجتمع قادر على الإنتاج، غير أنها خطوة تحتاج إلى مزيد من الدعم ليتحقق لها ما تهدف إليه.